
أراهم يمرون من امامى يتعجبون , ينظرون الى ويتهامسون ,
ياتوا كل يوم ويرحلون , ولايسمعون صراخى ولا يعلمون
ترى بما يتهامسون وماذا يقولون ولما يأتون ؟
لينظروا الى من خلف جدار الصمت حولى الذى يحجب الضوء والصوت عنى ؟
يعزلنى فى منفى لايدركونه... منفى غير مرئى
ينظرون الى ما انظر ويتعجبون لما نظرة الموت تلك اللتى فى عينى,
الا ارى النور من حولى؟ الا ارى لون الزهر والشمس والسماء والعشب من تحت قدمى ؟
الا اشم نقاء الهواء حولى ؟ وان كنت اتالم فلماذا لا اصرخ وابكى ؟
لماذا الصمت هو طبعى ؟
يظنون انى اخترت الصمت منفى عنهم ... ولا يعلمون ان به صرت فى منفى عنى
لا يعلمون انى حاولت ان اصل لهم وحالت المسافات بينهم و بينى
وانى صرخت واستنجدت وحاولت ولكن الصمت اخفى صوتى
لايعلمون .. فلا يسمعون ولا يرون ولا حتى ينظرون ..
وان دخلوا الى عالمى يوما سيدركون..
ولكن كيف وعالمى بلا جدران ولا ابواب ولا ابعاد ... وهم وسراب ,
لا حقائق فيه .. عالم من الظنون .. لا مكان له ولا عنوان
وجدت فيه بلا اسباب , او لعلى لا اذكر الاسباب ... لا يهم فانا فيه ويكفى ان اقول عالمى لتمحى جميع الاسباب
فأهلا بى فى عالمى
لا حزن فيه ولا سعاده ... لا شقاء فيه ولا راحه.. لاجراح فيه ولا شفاء ..
لا الم فيه ولا دواء .. لاموت فيه ولا حياه
عالم من السكون .... عالم من الجمود
لا فرق فيه بين الايام واللحظات , ففيه تضيع عقارب الساعات , وصوت الصيحات , وروح الاجساد
يملأه اللاوجود , وحدوده اللاحدود
دخلت فيه ونسيت لما ومتى دخلت..وحاولت الخروج فمشيت ومشيت ومشيت...
تعبت فسقطت.. ناضلت فنهضت .. ضللت ولكنى سرت... والى اين وصلت ؟
وصلت لحيث ما بأدت
اهلا بى فى عالمى
لا لون فيه للسماء والزهر والعشب
لاصوت فيه للضحك والبكاء واللعب
لاحركه فيه للرياح والطير والموج
عالم اللاثبات واللاحراك
المشى فيه كالعوم وسط البحار
والنوم فيه كالسقوط من قمم الجبال
والصحو فيه كضربه السوط على ظهر الجواد
فاهلا بى فى عالمى
تمرون كل يوم تتعجبون ؟...الام تنظرون؟
تتهامسون ؟...اتعلمون علام تتكلمون؟
تعالو لحظه كضيوف راحلون
واخبرونى بماذا تشعرون
ولماذا لاتصرخون ولا تبكون
فهل للزهر لون فى الظلام ؟ وهل له رائحه فى الدخان غير دخان ؟